قصة الإمام مالك ابن دينار
دخل الشيخ المسجد في يوم فلقاه مليان فقال للناس سوف احكي لكم اليوم قصتي
حكى انه كان شرطيا في السوق و انه ما ترك معصية إلا و عملها و كان يشرب الخمر و كان يظلم الناس و يجور عليهم حتى انه قال انه كان إذا أعجبه ظالم أعانه على ظلمه
فذات يوم سمع بائعا و مشتري يتجادلان في السعر فيقول فهممت أن اضرب المشتري فرفعت عيني في عينه فلمحت انه رجل يبدو عليه سمت الطيبة فأنزلت يدي فقال لي اسمع منا قبل أن تحكم فقلت هات ما عندك : فقال إني رجعت من السفر و لي ثلاث بنات فقررت أن اشتري لهن ثيابا و ما يفرحهن فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول انه من كان لديه بنات فادخل عليهن السرور نظر الله إليه و من نظر الله إليه لا يعذبه أبدا
فيقول الإمام مالك فأحسست لأول مره باني أريد أن أتقرب إلى الله يقول فذات يوم اشتريت جارية و أحببتها و تزوجتها فيما بعد و أنجبت منها بنتا سميتها فاطمة و ماتت زوجتي و فاطمة لم تكمل السنة فحزنت حزنا شديدا و لم أتزوج بعدها و ظللت أرعى فاطمة و اهتم بها و لم أتزوج لكي اهتم بها و ذات يوم و فاطمة لم تكمل عامها الثاني مرضت و أحضرت لها الأطباء و لكن قضاء الله لم يمهلها فماتت فاحتضنها و كأنه يظن انه سيرجعها لقيد الحياة و يقول فعدت بعدها اشد ظلما و عصيانا اشرب الخمر و اظلم الناس لعلي أنسى
و ذات يوم رأيت امرأة و أطفالها و معهم طعام فأتيت و نهرتها و أخذت طعامهم و لم أبالي بصياح الأطفال و أمهم فلما عاد لمنزله نام نوما عميقا فرأى في منامه أن القيامة قد قامت و الخلق يحاسبون و رأى هول يوم القيامة و هو واقف و إذا بتنين ضخم منظره يزلزل القلوب ظهر لي و أراد أن يقتنصني فركضت منه فإذا به يلاحقني فوجدت رجلا شيخا هرما ضعيفا فاستنجدت به
قلت له يا شيخ أنقذني من ذاك التنين فقال لي الشيخ إني رجل ضعيف لا اقدر عليه فاركض منه عسى الله ينجيك منه فركضت فوصلت حافة النار فكدت اسقط فيها فقال لي خزنة النار ابتعد فلست من أهلها
فركضت ناحية أخرى فوجدته ورائي ووجدت الشيخ مرة أخرى فقلت له يا شيخ أنقذني فقال لي لا أستطيع و لكن اسلك هذا الطريق فلعلك تجد من ينقذك فيقولون أن للمسلمين ودائع هناك فذهبت فوجدت قصرا له نوافذ من ذهب و به أطفال فوجدت الأطفال ينادون يا فاطمة انه أباك فاتت فاطمة ووقفت بيني و بين التنين و أشارت له فتراجع يركض مبتعدا
و قالت لي يا أبي الم يحن الوقت لترجع إلى الله الم تسمع قول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( الم بأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )) صدق الله العظيم
فقلت لها يا بنتي أتعلمون القرآن و انتم أطفال قالت إننا نعلم بالقرآن أكثر منك يا أبي
قال لها يا بنيتي فما هذا التنين الضخم الذي كاد يهلكني قالت هذه معاصيك و عملك الفاسد كبرته و كبرته حتى كاد يهلكك و غطى عليك فقلت لها و من هذا الشيخ العجوز الضعيف قالت انه عملك الصالح لم تهتم به و لم يقو على إنقاذك
يقول فصحوت من النوم و كان التنين أمامي فرجعت إلى الله و ظللت اعبده و اتقيه و صورة التنين أمامي و كانت سنة مجدبة لا مطر فيها و كلنا ندعو الله ففي يوم وجدت رجلا اسود الوجه نحيل الجسم كبير البطن فلم يسرني منظره دخل المسجد و سمعته يدعو يا رب لا تمنع عنا ما عندك خزائنه يا رب بحق حبك لي انزل المطر علينا
فلم يخرج الرجل من المسجد إلا و المطر الغزير فوقفت له و قلت له يا رجل كيف تجرؤ أن تقول لله بحق حبك لي و من أدراك انه يحبك قال له الرجل كيف لا يحبني و قد هداني إلى التوحيد
فمن يومها أدركت أن الله يحبني فصرت اعبده و اتقيه لا خوفا من التنين و إنما حبا في الله
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما رواه عن رب العزه قال الله تعالى : ((يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة))
((ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إلى تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلي وأنا الغفور الرحيم))
صدق الله العظيم و صدق رسوله الصادق الأمين صلى الله عليه و سلم
آسف جدا على التطويل
دخل الشيخ المسجد في يوم فلقاه مليان فقال للناس سوف احكي لكم اليوم قصتي
حكى انه كان شرطيا في السوق و انه ما ترك معصية إلا و عملها و كان يشرب الخمر و كان يظلم الناس و يجور عليهم حتى انه قال انه كان إذا أعجبه ظالم أعانه على ظلمه
فذات يوم سمع بائعا و مشتري يتجادلان في السعر فيقول فهممت أن اضرب المشتري فرفعت عيني في عينه فلمحت انه رجل يبدو عليه سمت الطيبة فأنزلت يدي فقال لي اسمع منا قبل أن تحكم فقلت هات ما عندك : فقال إني رجعت من السفر و لي ثلاث بنات فقررت أن اشتري لهن ثيابا و ما يفرحهن فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول انه من كان لديه بنات فادخل عليهن السرور نظر الله إليه و من نظر الله إليه لا يعذبه أبدا
فيقول الإمام مالك فأحسست لأول مره باني أريد أن أتقرب إلى الله يقول فذات يوم اشتريت جارية و أحببتها و تزوجتها فيما بعد و أنجبت منها بنتا سميتها فاطمة و ماتت زوجتي و فاطمة لم تكمل السنة فحزنت حزنا شديدا و لم أتزوج بعدها و ظللت أرعى فاطمة و اهتم بها و لم أتزوج لكي اهتم بها و ذات يوم و فاطمة لم تكمل عامها الثاني مرضت و أحضرت لها الأطباء و لكن قضاء الله لم يمهلها فماتت فاحتضنها و كأنه يظن انه سيرجعها لقيد الحياة و يقول فعدت بعدها اشد ظلما و عصيانا اشرب الخمر و اظلم الناس لعلي أنسى
و ذات يوم رأيت امرأة و أطفالها و معهم طعام فأتيت و نهرتها و أخذت طعامهم و لم أبالي بصياح الأطفال و أمهم فلما عاد لمنزله نام نوما عميقا فرأى في منامه أن القيامة قد قامت و الخلق يحاسبون و رأى هول يوم القيامة و هو واقف و إذا بتنين ضخم منظره يزلزل القلوب ظهر لي و أراد أن يقتنصني فركضت منه فإذا به يلاحقني فوجدت رجلا شيخا هرما ضعيفا فاستنجدت به
قلت له يا شيخ أنقذني من ذاك التنين فقال لي الشيخ إني رجل ضعيف لا اقدر عليه فاركض منه عسى الله ينجيك منه فركضت فوصلت حافة النار فكدت اسقط فيها فقال لي خزنة النار ابتعد فلست من أهلها
فركضت ناحية أخرى فوجدته ورائي ووجدت الشيخ مرة أخرى فقلت له يا شيخ أنقذني فقال لي لا أستطيع و لكن اسلك هذا الطريق فلعلك تجد من ينقذك فيقولون أن للمسلمين ودائع هناك فذهبت فوجدت قصرا له نوافذ من ذهب و به أطفال فوجدت الأطفال ينادون يا فاطمة انه أباك فاتت فاطمة ووقفت بيني و بين التنين و أشارت له فتراجع يركض مبتعدا
و قالت لي يا أبي الم يحن الوقت لترجع إلى الله الم تسمع قول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( الم بأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )) صدق الله العظيم
فقلت لها يا بنتي أتعلمون القرآن و انتم أطفال قالت إننا نعلم بالقرآن أكثر منك يا أبي
قال لها يا بنيتي فما هذا التنين الضخم الذي كاد يهلكني قالت هذه معاصيك و عملك الفاسد كبرته و كبرته حتى كاد يهلكك و غطى عليك فقلت لها و من هذا الشيخ العجوز الضعيف قالت انه عملك الصالح لم تهتم به و لم يقو على إنقاذك
يقول فصحوت من النوم و كان التنين أمامي فرجعت إلى الله و ظللت اعبده و اتقيه و صورة التنين أمامي و كانت سنة مجدبة لا مطر فيها و كلنا ندعو الله ففي يوم وجدت رجلا اسود الوجه نحيل الجسم كبير البطن فلم يسرني منظره دخل المسجد و سمعته يدعو يا رب لا تمنع عنا ما عندك خزائنه يا رب بحق حبك لي انزل المطر علينا
فلم يخرج الرجل من المسجد إلا و المطر الغزير فوقفت له و قلت له يا رجل كيف تجرؤ أن تقول لله بحق حبك لي و من أدراك انه يحبك قال له الرجل كيف لا يحبني و قد هداني إلى التوحيد
فمن يومها أدركت أن الله يحبني فصرت اعبده و اتقيه لا خوفا من التنين و إنما حبا في الله
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما رواه عن رب العزه قال الله تعالى : ((يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة))
((ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إلى تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلي وأنا الغفور الرحيم))
صدق الله العظيم و صدق رسوله الصادق الأمين صلى الله عليه و سلم
آسف جدا على التطويل