لقد ترك ذلك العيار جرحا عميقا، لكنه ما يلبث أن يبرأ حتى يصاب مرة أخرى ، جرح تعرض للنكسات مرات و مرات ،استمعت إليها بتركيز كما تعودت مع الجميع، حدقت بعينيها و هي تحكي كيف تتمنى أن تعود مرة أخرى للحظات كانت تتذوق فيها حلاوة الدعاء لله عز و جل ،لأنها لم تعد تفعل ، لم يعد قلبها يبكي خشوعا و براءة ، لم تعد تتألم من وخزات جروحها ، فقدت شهية التمني و أصبحت أحلامها كلاسيكية لا تمتطي صهوة حصان، لا لذة فيها و لا يستثنيها مذاق....
تابعتۥ محطات بوحها ، محطة تلو الأخرى.. وجدتها و قد شارفت على البكاء ، سمحت لنفسي أن أسمع تذمرها و حرصها على إبلاغي أنها غير سعيدة، و أن حياتها أصبحت روتينا يوميا ..كانت بعينيها الجميلتين واللتين أصبحتا شاحبتين تعبران عن حزن كبير.. عن فقد بداخلها ..ألا زالت تحلم به رغم أنها بحضن آخر ..؟ ألا زالت تنتظر رسائله التي كانت تحمل لها أخباره؟ .. لماذا انتابني هذا الاعتقاد أنه ما زال بداخلها رغم مرور السنوات ،هل أسألها ؟ أبدا... قاومت رغبتي لأن السؤال لن يزيدها إلا عبورا نحو استحضار ذكريات مكلله بدماء الكدر،فأسرعت قائلة أعيدي البرمجة ربما السعادة في الرصيف الآخر فغالبا لا نأبه لها ، برهة ووجدتها و قد شدتني من يدي لنعبر للرصيف الآخر.. ضحكنا ملأ قلبينا ونظرنا في عيون بعضنا و همسنا معا.. يا ليت نعود لأيام شعرنا فيها بطعم السعادة.. بطعم الانتظار و الشوق..صرخت بوجهها مازحا" أنت الخائنة ..أنت من تركتني وحيدة .أكان عليك أن تتزوجي ؟
و قبل أن أترك لها مجالا كي تعبر لي أن إحساس لحظي قد تندم على البوح به فيما بعد فتكرهني و لو للحظة.. قلت مبتسمة لكن ابنك يستحق أن تبيعي أحلامك وتهجريها من أجله ألا يستحق بنظرك؟ ..قالت و كأنها وجدت بجوابي عزاء و سكينة و سلاما مع نفسها... عندك حق هو حياتي و يستحق الأغلى يستحق روحي ..قلت لها لا داعي لروحك هو فقط ينتظر منك أن تقبلي بلحظات حياتك كما هو مقاسها الآن ..ضميه إليك و استنشقي معه خالص وجودك ..و لرد دين بعضنا البعض.. تبادلنا الأدوار كما تعودنا.. فسألتني و أنت ما أخبارك لماذا أضحيت بعيدة عني؟ قلت و كأني أهرب من أسئلتها.. أنت لا تسألين و لا تكترثين لأخباري.. قالت احكي ما الخطب ؟أجبتها و مرارة بداخلي أنا لست أنثى ..ابتسمت و حذرتني ألا أبدأ فلسفتي..كنت قد تعودت ملاحظتها تلك ..كل ما لا تستسيغه صديقتي أوتجده غير مألوف.. كانت تنعته فلسفة أو حب اختلاف ..لكنني كنت صادقة معها و صارحتها بما أحسه.. ربما لم يصلها على النحو الذي أريد.. ربما استهجنت رأيي في نفسي..أعدت على مسامعها نعم لست أنثى ..لو كنت كذلك لأضحيت سعيدة..
أجابت و هي تحاول رفع معنوياتي.. يفوح شذى الياسمين و لو دسناه ألف مرة ..و أنت ياسمين لا يصلح للذبول عهدتك أقوى.. ألست من دوما تقول : أنه إذا لم يجد الإنسان شيئاً في الحياة يموت من أجله ، فإنه أغلب الظن لن يجد شيئاً يعيش من أجله..
قلت لها رويدك ما عادت الشعارات تستهويني ..
كنت أتمنى أن أنهي تلك الصراعات الكلامية التي لا تنفعني.. فقط تجبرني على التفكير والتحديق بمرآة داخلي.. و ما كنت أود ذلك في تلك اللحظات..لكنها وجدت الفرصة لكي تشملني بكل ما اختزنته ذاكرتها.. فأردفت تقول ليس العار في أن نسقط .. و لكن العار أن لا نستطيع النهوض .. أجبتها و قد ارتفعت درجة بلادتي ..خصوصا و أنها تقمصت شخصيتي منذ قليل.. ..أحس أنني تعثرت بالحجر مرتين و هذا مخجل.. لست نادمة على ما فعلت لكنني نادمة على الذي لم أفعله .. سأجرب شيئا جديدا لأنني أريد تطوير نفسي و مهاراتي..سأجرب أمرا لم أتعوده.. لن أقول أني لست محظوظة لن أعلق أخطائي على شماعة الحظ..
رجعت بعدها للبيت و كنت أعلم بيني و بين نفسي أني أنهيت الحوار بدبلوماسية.. لأني غير قادرة على اعتناق ذاتي بكل صدق ..كنت أمهد فقط لبرنامج فيه أنا البطلة.. بطلة مسلسل التفاؤل و الأمل بالغد الجميل والعود من جديد..و الذي رسمته لصديقتي.. كنت أمثل نعم.. بل أضحيت للحظات مهرجة تعيد موقعا للحكم و المواعظ لا يصلح إلا لتهدئة النفس.. مسكن يبلسم الروح المتمردة الثائرة ..لكن تمرداتي كانت أضخم وأعمق.. مسالكها كانت وعرة.. و مع ذلك اعتنقت عبارة صديقتي و قررت أن أظل ياسمينا لا يصلح للذبول..
تابعتۥ محطات بوحها ، محطة تلو الأخرى.. وجدتها و قد شارفت على البكاء ، سمحت لنفسي أن أسمع تذمرها و حرصها على إبلاغي أنها غير سعيدة، و أن حياتها أصبحت روتينا يوميا ..كانت بعينيها الجميلتين واللتين أصبحتا شاحبتين تعبران عن حزن كبير.. عن فقد بداخلها ..ألا زالت تحلم به رغم أنها بحضن آخر ..؟ ألا زالت تنتظر رسائله التي كانت تحمل لها أخباره؟ .. لماذا انتابني هذا الاعتقاد أنه ما زال بداخلها رغم مرور السنوات ،هل أسألها ؟ أبدا... قاومت رغبتي لأن السؤال لن يزيدها إلا عبورا نحو استحضار ذكريات مكلله بدماء الكدر،فأسرعت قائلة أعيدي البرمجة ربما السعادة في الرصيف الآخر فغالبا لا نأبه لها ، برهة ووجدتها و قد شدتني من يدي لنعبر للرصيف الآخر.. ضحكنا ملأ قلبينا ونظرنا في عيون بعضنا و همسنا معا.. يا ليت نعود لأيام شعرنا فيها بطعم السعادة.. بطعم الانتظار و الشوق..صرخت بوجهها مازحا" أنت الخائنة ..أنت من تركتني وحيدة .أكان عليك أن تتزوجي ؟
و قبل أن أترك لها مجالا كي تعبر لي أن إحساس لحظي قد تندم على البوح به فيما بعد فتكرهني و لو للحظة.. قلت مبتسمة لكن ابنك يستحق أن تبيعي أحلامك وتهجريها من أجله ألا يستحق بنظرك؟ ..قالت و كأنها وجدت بجوابي عزاء و سكينة و سلاما مع نفسها... عندك حق هو حياتي و يستحق الأغلى يستحق روحي ..قلت لها لا داعي لروحك هو فقط ينتظر منك أن تقبلي بلحظات حياتك كما هو مقاسها الآن ..ضميه إليك و استنشقي معه خالص وجودك ..و لرد دين بعضنا البعض.. تبادلنا الأدوار كما تعودنا.. فسألتني و أنت ما أخبارك لماذا أضحيت بعيدة عني؟ قلت و كأني أهرب من أسئلتها.. أنت لا تسألين و لا تكترثين لأخباري.. قالت احكي ما الخطب ؟أجبتها و مرارة بداخلي أنا لست أنثى ..ابتسمت و حذرتني ألا أبدأ فلسفتي..كنت قد تعودت ملاحظتها تلك ..كل ما لا تستسيغه صديقتي أوتجده غير مألوف.. كانت تنعته فلسفة أو حب اختلاف ..لكنني كنت صادقة معها و صارحتها بما أحسه.. ربما لم يصلها على النحو الذي أريد.. ربما استهجنت رأيي في نفسي..أعدت على مسامعها نعم لست أنثى ..لو كنت كذلك لأضحيت سعيدة..
أجابت و هي تحاول رفع معنوياتي.. يفوح شذى الياسمين و لو دسناه ألف مرة ..و أنت ياسمين لا يصلح للذبول عهدتك أقوى.. ألست من دوما تقول : أنه إذا لم يجد الإنسان شيئاً في الحياة يموت من أجله ، فإنه أغلب الظن لن يجد شيئاً يعيش من أجله..
قلت لها رويدك ما عادت الشعارات تستهويني ..
كنت أتمنى أن أنهي تلك الصراعات الكلامية التي لا تنفعني.. فقط تجبرني على التفكير والتحديق بمرآة داخلي.. و ما كنت أود ذلك في تلك اللحظات..لكنها وجدت الفرصة لكي تشملني بكل ما اختزنته ذاكرتها.. فأردفت تقول ليس العار في أن نسقط .. و لكن العار أن لا نستطيع النهوض .. أجبتها و قد ارتفعت درجة بلادتي ..خصوصا و أنها تقمصت شخصيتي منذ قليل.. ..أحس أنني تعثرت بالحجر مرتين و هذا مخجل.. لست نادمة على ما فعلت لكنني نادمة على الذي لم أفعله .. سأجرب شيئا جديدا لأنني أريد تطوير نفسي و مهاراتي..سأجرب أمرا لم أتعوده.. لن أقول أني لست محظوظة لن أعلق أخطائي على شماعة الحظ..
رجعت بعدها للبيت و كنت أعلم بيني و بين نفسي أني أنهيت الحوار بدبلوماسية.. لأني غير قادرة على اعتناق ذاتي بكل صدق ..كنت أمهد فقط لبرنامج فيه أنا البطلة.. بطلة مسلسل التفاؤل و الأمل بالغد الجميل والعود من جديد..و الذي رسمته لصديقتي.. كنت أمثل نعم.. بل أضحيت للحظات مهرجة تعيد موقعا للحكم و المواعظ لا يصلح إلا لتهدئة النفس.. مسكن يبلسم الروح المتمردة الثائرة ..لكن تمرداتي كانت أضخم وأعمق.. مسالكها كانت وعرة.. و مع ذلك اعتنقت عبارة صديقتي و قررت أن أظل ياسمينا لا يصلح للذبول..