أردت مرة تطوير الجريدة فطلبت من «أبي البراء» (1) أن يسدي لنا بأفكاره الرشيدة فأنا ضليع في شغل «الحديد» ، ولا علم لي بالمجرد والمزيد، فصار يلقي عليَّ بعض الأسئلة العنيدة التي أحيلها إلى قراء الجريدة علَّهم يمدوننا بآراء سديدة، حيث قال: عن أي شيء تريدون أن أكتب؟ قلت مثلاً عن الأخبار دون صب الزيت على النار، فقال وأي أخبار؟ قلت: لابد أن تنقل لنا المصائب، والعجائب والغرائب؛ فلا نريد منك أن تقول: فلان حفظ القرآن، وانتصر الأفغان، وأعلن فوزهم الشيشان، فهذا كلام مستهلك من زمان، نريدك أن تقول مثلاً: تحطمت طائرة اليابان، وسقطت عمارة في لبنان، وانفجرت قنبلة في اليونان، وماتت نعجة في السودان، وانكسرت رجل قطه في باكستان وسقطت في «الفقراء» ولاية النسوان.
وعليك بتهويل الخبر، حتى يذاع وينشر، فمثلاً إذا سقطت طائرة فقل: تناثر حطام الطائرة تناثراً عجيباً، وخلف وراءه لهيباً، وارتطمت بإحدى العمارات، مما سبب كثيراً من الانفجارات.
قال: فإذا لم نجد الأخبار ، ماذا نكتب للقراء الأخيار؟
قلت : من جدَّ وجدَ، فعليك بأخبار البلد، فقل مثلاً: طلق اليوم أبو سرور زوجته أم النور، لخلاف نشب بينهم قبل شهور، بسبب غلاء المهور وسير النادي بلا دستور.
وترقى أبوشريف إلى رتبة عريف، بعد جهد عنيف، وصبر منيف، وافتتحت اليوم بقالة في بلدة أبوعاقلة، صاحبها مبروك بن مرزوق، خلف ظهرك إذا دخلت السوق، وأصبح سعر الرغيف ثلاثة عشر بمائة دينار في آخر النهار، وطارد أحد المواطنين فارة، حتى أخرجها من الحارة، فماتت عند الجزارة، وتخرج الطالب قرمت ولد بتول من أول ابتدائي بتقدير مقبول، ورسب الطالب خلف بن كدوس في سبعة دروس، وخيرها في غيرها وانتطح ثوران، في بيت الجيران ومر على هذا الحادث شهران.
قال: فإن لم نجد أخباراً، فهل تجد لنا أفكاراً ؟!
قلت: عليك بأخبار الطقس ، فإنها خفيفة على النفس، فقل مثلاً: هبت رياح شرقية غربية، متجهة إلى منطقة الحصاحيصا ، أحياناً تثير غباراً، وأحياناً لا تثير غباراً، ترتفع في المرتفعات وتنخفض في المنخفضات والكنار يميل إلى الحمرة ، تعلوه عند الغروب صفرة. إذا هبت عليه الرياح هاج، وإذا سكت ماج، تشرق الشمس من ناحية الدوينيب، وعند الكشامر تغيب.
قال فإن لم أجد عن الطقس ما أقوله ، ولا أجد أخباراً منقولة؟
قلت: عليك بالتاريخ، ولو عن البطيخ قال: مثل ماذا؟ قلت بنيت مدرسة الفقراء في سابق الزمان من اللبيخ، وذلك في حاضرة «ودمشيخ» وبعد أن جار عليها الزمان امتدت لها يد التصليح ، فصار بنيانها من التسليح، فهي الآن شامخة تصيح إلى إدارتها لقد جعلتم لنا شربات من الفسيخ. وجعلت لنا المكان رحيباً فسيح.
قال فإن لم أجد في التاريخ قلت: عليك بعلم الآثار فإنه قرة الأبصار وفيه العظة والاعتبار، فحدثنا عن لجام بغلة ابن مقبول، الذي وجد في استنبول، أو الحذاء المرقع المدفون في عهد المأمون، أو عمامة أبي دلامة، المدفونة في كنسية القيامة، أو ممات حماد الحسن ، وكيف وجد بالمقابر الكف، أو الشجرة الموجودة بالمقابر التي صبَّ منها الماء هامر.
قال فإن لم أجد قلت: فحدثنا بما هبَّ ودبَّ عن الطب، فتخبرنا عن دواء يضاهي الفياغرا مستخرج من البرسيم، وعلاج للملاريا استخرج من النيم، ونبات يسمى «الحبنك» يجعل صاحبه يهيم ، وبدونه الحال لا يستقيم، لا يعطيك منه حبة ولو كنت سقيم، وذلك لما له من فضل عظيم في علاج الدايوكسين وتنقية الأكسيجين.
قال الآن عرفت سر المهنة الشريفة، فأنا من اليوم مراسل الصحيفة، ولكن لماذا تجرون المرفوع، وتجزمون المنصوب والنحو أمامكم موضوع.
قلت: نحن في زمن كم من مرفوع جَرّه، وكم من مخفوض رفعه بالمرة، وكم من مجزوم نصبه لكل مسرة، فنحن نعرب الكلام ، على حسب حركات الأيام، والتحية مني لك والسلام من فريق «المسيخاب» حتى فريق قدام.
وعليك بتهويل الخبر، حتى يذاع وينشر، فمثلاً إذا سقطت طائرة فقل: تناثر حطام الطائرة تناثراً عجيباً، وخلف وراءه لهيباً، وارتطمت بإحدى العمارات، مما سبب كثيراً من الانفجارات.
قال: فإذا لم نجد الأخبار ، ماذا نكتب للقراء الأخيار؟
قلت : من جدَّ وجدَ، فعليك بأخبار البلد، فقل مثلاً: طلق اليوم أبو سرور زوجته أم النور، لخلاف نشب بينهم قبل شهور، بسبب غلاء المهور وسير النادي بلا دستور.
وترقى أبوشريف إلى رتبة عريف، بعد جهد عنيف، وصبر منيف، وافتتحت اليوم بقالة في بلدة أبوعاقلة، صاحبها مبروك بن مرزوق، خلف ظهرك إذا دخلت السوق، وأصبح سعر الرغيف ثلاثة عشر بمائة دينار في آخر النهار، وطارد أحد المواطنين فارة، حتى أخرجها من الحارة، فماتت عند الجزارة، وتخرج الطالب قرمت ولد بتول من أول ابتدائي بتقدير مقبول، ورسب الطالب خلف بن كدوس في سبعة دروس، وخيرها في غيرها وانتطح ثوران، في بيت الجيران ومر على هذا الحادث شهران.
قال: فإن لم نجد أخباراً، فهل تجد لنا أفكاراً ؟!
قلت: عليك بأخبار الطقس ، فإنها خفيفة على النفس، فقل مثلاً: هبت رياح شرقية غربية، متجهة إلى منطقة الحصاحيصا ، أحياناً تثير غباراً، وأحياناً لا تثير غباراً، ترتفع في المرتفعات وتنخفض في المنخفضات والكنار يميل إلى الحمرة ، تعلوه عند الغروب صفرة. إذا هبت عليه الرياح هاج، وإذا سكت ماج، تشرق الشمس من ناحية الدوينيب، وعند الكشامر تغيب.
قال فإن لم أجد عن الطقس ما أقوله ، ولا أجد أخباراً منقولة؟
قلت: عليك بالتاريخ، ولو عن البطيخ قال: مثل ماذا؟ قلت بنيت مدرسة الفقراء في سابق الزمان من اللبيخ، وذلك في حاضرة «ودمشيخ» وبعد أن جار عليها الزمان امتدت لها يد التصليح ، فصار بنيانها من التسليح، فهي الآن شامخة تصيح إلى إدارتها لقد جعلتم لنا شربات من الفسيخ. وجعلت لنا المكان رحيباً فسيح.
قال فإن لم أجد في التاريخ قلت: عليك بعلم الآثار فإنه قرة الأبصار وفيه العظة والاعتبار، فحدثنا عن لجام بغلة ابن مقبول، الذي وجد في استنبول، أو الحذاء المرقع المدفون في عهد المأمون، أو عمامة أبي دلامة، المدفونة في كنسية القيامة، أو ممات حماد الحسن ، وكيف وجد بالمقابر الكف، أو الشجرة الموجودة بالمقابر التي صبَّ منها الماء هامر.
قال فإن لم أجد قلت: فحدثنا بما هبَّ ودبَّ عن الطب، فتخبرنا عن دواء يضاهي الفياغرا مستخرج من البرسيم، وعلاج للملاريا استخرج من النيم، ونبات يسمى «الحبنك» يجعل صاحبه يهيم ، وبدونه الحال لا يستقيم، لا يعطيك منه حبة ولو كنت سقيم، وذلك لما له من فضل عظيم في علاج الدايوكسين وتنقية الأكسيجين.
قال الآن عرفت سر المهنة الشريفة، فأنا من اليوم مراسل الصحيفة، ولكن لماذا تجرون المرفوع، وتجزمون المنصوب والنحو أمامكم موضوع.
قلت: نحن في زمن كم من مرفوع جَرّه، وكم من مخفوض رفعه بالمرة، وكم من مجزوم نصبه لكل مسرة، فنحن نعرب الكلام ، على حسب حركات الأيام، والتحية مني لك والسلام من فريق «المسيخاب» حتى فريق قدام.