عندما عادت صغيرتي ريان ذات يوم من المدرسة، إندفعت إلي قبل حتى أن تضع حقيبتها المدرسية وبدأت تحكي (بره من راسا ) في حماس وإنفعال (زي الراميها جمل) عن رحلتهم إلى (دار العجزة والمسنين)، جلست بجواري وحدثتني عن تفاعلهم مع نزيلات الدار وقصصهن المحزنة حتى أن بعض زميلاتها قد إجهشن بالبكاء تعاطفا معهن، حكت لي ضاحكة كيف أن إحدى النزيلات إشتكت لهن من سوء معاملة الإدارة لها وأنهم يحرمونها من الطعام حتى أنها لم تتناول الطعام منذ أربعة أيام، تعاطفت معها الصغيرات وتبرعن لها ب(سندوتشاتهن) والعصير، ولكن عند حضور المسئولة أخبرتهن بأن هذه النزيلة قد اصابها (خرف النكران) فقد تناولت وجبتها قبل قليل ولكنها دائما ما تنكر وتشتكي من جوعها وحرمانها من الأكل بعد أن تنتهي من وجبتها مباشرة.
جعلني كلام (الريان) أسترجع في ذاكرتي علامات الخرف وصفاته المصاحبة كما ذكرتني ببعض حكايا الخرف اللذيذ، فللخرف بنوعيه المبكر أو متأخر معالم يشترك فيها المخرفين ومنها مثلا:
(تاكل تنكر):
فتلك صفة يشترك فيها جميع المخرفين، فالحبوبة يدها في صحن الملاح وتحلف ليك إنها (من الصباح مافي لقمة شقت حلقا) وقد شكت لي إحدى معارفي من أنها تضع الطعام لنسيبتها فتأكل حتى تشبع ثم تقوم بدس الصحن تحت السرير عند حضور إبنها وتشكو له:
مرتك الكلتانا دي .. من الصباح مارمت لي لقمة وقالت لي هاك يا كلبة أُكلي!!!
كذلك قد يشكو الجد الرويان و(تريان) لإبنه من أن:
أولادك الملاعين ديل ريقي نشف .. انبح فيهم أسقوني .. وما في زول جايب لي خبر!!!
(خوف البرد)
وتلك صفة لا ذنب لهم فيها فمع التقدم في السن تختل العمليات الحيوية ويقل إنتاج الطاقة فتزيد مع قلتها معاناتهم الدائمة من البرد ويميلوا ل( التدمدم والتكرفس) وردف الملابس طول اليوم، وينتج عن ذلك تلك الروائح المميزة لكبار السن الناتجة من خوفهم من الماء وتجنبهم للإستحام، ففي عز الحر ترفض الحبوبة أن تحميها إبنتها وتصر:
يابت فوتي من قدامي ما بدور لي برود ولا حاجة.. ماك شايفة السقط ده .. دحين ده سقط نصاح؟
وعندما تحاول البنت إقناعها بإنو:
هسي وينو البرد يمة؟ .. وبعدين أنا بغطيك كويس وما حاتبردي!!
فيكون نصيبها دعوة صاروخية:
يبربر كيّك .. أكان دايرة تنشفي عضامي بالسقط .. قلتا ليك فوتي من قدامي ما بتبرد ولا حاجة!!!
( حب التجبجب ونكش الشعر)
وتلك صفة خاصة بالحبوبات فمع حبهن الشديد لدرجة (قف تأمل) للمسوح والتجبجب بالدِهِن، إلا أنهن يكرهن التسريح كراهية التحريم وبرضو دي ما عندهم فيها ذنب، فمع التقدم في السن تصبح البشرة أكثر حساسية و(الراس خفيف) لا يحتمل جرجرة المشط وشد الشعر وتضفيرة (ثم إنو .. هو وينو الشعر ذاتو البيسرّحو؟!!!).
فقد حكت لنا أمي عن جده لهن كانت قد بلغت من الكبر (عتيا) حتى صارت (مكرفسة في نص العنقريب زي الجاهلة الصغيرة) وكانت لها إبنة بارة تعتني بها عناية فائقة وتطعمها بيدها وتحملها إلى الحمام وتحميها بنفسها يوميا ثم تلبسها الثياب النظيفة وتجلسها على السرير لتقوم بتمشيط شعرها بصبر(سبعة كوفيتات) وتمسحها بالدهن وتعطرها، ولكن ما أن تغادرها للقيام بواجباتها المنزلية حتى تجلس العجوز في (نص العنقريب) وتقوم بفك (الكوفات) وتترك شعرها منكوشا وتضجع في مسكنة (زي الما عملت حاجة).
وعندما تعود الإبنة وتجد (التِفة واقفة علي حيلا) تصيح في أمها في غيظ:
ده شنو يمة فرتقتي شعرك مالك؟
فتنفي العجوز ببراءة:
بري يا بتي .. ما نقضتو أنا .. نقضتو الهبوب!!!!
جعلني كلام (الريان) أسترجع في ذاكرتي علامات الخرف وصفاته المصاحبة كما ذكرتني ببعض حكايا الخرف اللذيذ، فللخرف بنوعيه المبكر أو متأخر معالم يشترك فيها المخرفين ومنها مثلا:
(تاكل تنكر):
فتلك صفة يشترك فيها جميع المخرفين، فالحبوبة يدها في صحن الملاح وتحلف ليك إنها (من الصباح مافي لقمة شقت حلقا) وقد شكت لي إحدى معارفي من أنها تضع الطعام لنسيبتها فتأكل حتى تشبع ثم تقوم بدس الصحن تحت السرير عند حضور إبنها وتشكو له:
مرتك الكلتانا دي .. من الصباح مارمت لي لقمة وقالت لي هاك يا كلبة أُكلي!!!
كذلك قد يشكو الجد الرويان و(تريان) لإبنه من أن:
أولادك الملاعين ديل ريقي نشف .. انبح فيهم أسقوني .. وما في زول جايب لي خبر!!!
(خوف البرد)
وتلك صفة لا ذنب لهم فيها فمع التقدم في السن تختل العمليات الحيوية ويقل إنتاج الطاقة فتزيد مع قلتها معاناتهم الدائمة من البرد ويميلوا ل( التدمدم والتكرفس) وردف الملابس طول اليوم، وينتج عن ذلك تلك الروائح المميزة لكبار السن الناتجة من خوفهم من الماء وتجنبهم للإستحام، ففي عز الحر ترفض الحبوبة أن تحميها إبنتها وتصر:
يابت فوتي من قدامي ما بدور لي برود ولا حاجة.. ماك شايفة السقط ده .. دحين ده سقط نصاح؟
وعندما تحاول البنت إقناعها بإنو:
هسي وينو البرد يمة؟ .. وبعدين أنا بغطيك كويس وما حاتبردي!!
فيكون نصيبها دعوة صاروخية:
يبربر كيّك .. أكان دايرة تنشفي عضامي بالسقط .. قلتا ليك فوتي من قدامي ما بتبرد ولا حاجة!!!
( حب التجبجب ونكش الشعر)
وتلك صفة خاصة بالحبوبات فمع حبهن الشديد لدرجة (قف تأمل) للمسوح والتجبجب بالدِهِن، إلا أنهن يكرهن التسريح كراهية التحريم وبرضو دي ما عندهم فيها ذنب، فمع التقدم في السن تصبح البشرة أكثر حساسية و(الراس خفيف) لا يحتمل جرجرة المشط وشد الشعر وتضفيرة (ثم إنو .. هو وينو الشعر ذاتو البيسرّحو؟!!!).
فقد حكت لنا أمي عن جده لهن كانت قد بلغت من الكبر (عتيا) حتى صارت (مكرفسة في نص العنقريب زي الجاهلة الصغيرة) وكانت لها إبنة بارة تعتني بها عناية فائقة وتطعمها بيدها وتحملها إلى الحمام وتحميها بنفسها يوميا ثم تلبسها الثياب النظيفة وتجلسها على السرير لتقوم بتمشيط شعرها بصبر(سبعة كوفيتات) وتمسحها بالدهن وتعطرها، ولكن ما أن تغادرها للقيام بواجباتها المنزلية حتى تجلس العجوز في (نص العنقريب) وتقوم بفك (الكوفات) وتترك شعرها منكوشا وتضجع في مسكنة (زي الما عملت حاجة).
وعندما تعود الإبنة وتجد (التِفة واقفة علي حيلا) تصيح في أمها في غيظ:
ده شنو يمة فرتقتي شعرك مالك؟
فتنفي العجوز ببراءة:
بري يا بتي .. ما نقضتو أنا .. نقضتو الهبوب!!!!