الكلمة جواز سفر.. الملافظ سعد.. كلمة يمكن أن تدخل الإنسان الجنة..
وأخرى يمكن أن تدخله النار.. كلمة يمكن أن تبنى بيتاً وأخرى يمكن أن تهدمه.. فالكلمة هي التي تغير سلوك الإنسان بل تغير مسار حياته تماماً.. وقد تصل بقائلها إلى أعلى المراتب، وقد تنزله في لحظة..
نعم لحظة إطلاقها.. وهي في الغالب لا يمكن إرجاعها بعد خروجها وقد لاتفلح كل المحاولات بعدها في إصلاح مافعلته.. وهي التي تجعل القلوب بيضاء وهي التي تحولها لدهمة سوداء لا تعرف سوى الكراهية..
بالمناسبة هل جرَّبتم الكراهية.. يعني هل كرهتم إنساناً يوماً.. إذا كانت الإجابة نعم ارجعوا إلى أسبابها صدقوني ستجدون أن سببها كان كلمة أطلقها من كرهتم فدخلت إلى قلوبكم وحفرت فيها بعد أن خلقت جرحاً لا يندمل ويظل يتفتح حتى يتربع قائلها في خانة الكراهية.
فالكلمة سادتي حذَّر منها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في معنى حديثه أن الناس , وهل يكب الناس فى النار إلا حصائد السنتهم . ولا يخفى عليكم أن هناك ملائكة يحصون كل ما يقوله الإنسان حتى أنه يجزع يوم القيامة حينما تعرض عليه أعماله فيقول «ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها» .. لذا دائماً ما يقال إن الكلمة خطيرة جداً وهي أقوى من السلاح..
الكلمة هي سفينة النجاه لأي علاقة خاصة العلاقات الروحية المتعلقة بالعاطفة لا «بالدم» فعلاقات الدم دائماً أو القرابات من أي درجة تتحكم فيها أشياء أخرى.. لكن الروحية مثل العلاقات الزوجية والصداقات فهي تعتمد على الكلمة.. تتحكم في استمراريتها أو انتهائها أما إلى الأبد أو إلى حين.. بالمناسبة هناك أناس متخصصون باستخدام الكلمة لأغراضهم الشخصية أو حتى من أجل الهواية فقط.. نعم هواية تعكير صفو الناس أو حتى المجتمع.. فهذا النوع له القدرة على هدم العلاقات بطريقة لا يفهمها إلا هم وهذا النوع يجب الحذر منه فهو يفعل أكثر مما يفعله السحر..
سادتي تعالوا نتفق على أن نفكر فيما نقوله قبل أن نخرجه من أفواهنا حتى نحافظ على علاقاتنا مع بعض