طيبة الشيخ القرشي ودالزين
منتديات طيبة الشيخ القرشي ترحب بكم
نرجو التسجيل ايها الزائرالكريم ... انت غير مسجل
وخاصة ابناء طيبة الشيخ القرشي
nets

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

طيبة الشيخ القرشي ودالزين
منتديات طيبة الشيخ القرشي ترحب بكم
نرجو التسجيل ايها الزائرالكريم ... انت غير مسجل
وخاصة ابناء طيبة الشيخ القرشي
nets
طيبة الشيخ القرشي ودالزين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات طيبه الشيخ القرشي ودالزين


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

فوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني من الفضل الاول

+2
Amjad Ibrahim
حاتم عرقله
6 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

حاتم عرقله

حاتم عرقله

أحببت هذه القصة, التي كتبتها دون أن أعي تماما ما كتبت.

فأنا لم يحدث أن كتبت قصة قصيرة. ولست واثقة تماما من أن هذا النص تنطبق عليه تسمية كهذه.

كل ما كان يعنيني, أن أكتب شيئا. أي شيء أكسر به سنتين من الصمت.

لا أدري كيف ولدت هذه القصة. أدري كيف ولد صمتي. ولكن.. تلك قصة أخرى.

منذ يومين, فاجأت نفسي أعود إلى الكتابة. هكذا.. دون قرار مسبق, ودون أن يكون قد طرأ على حياتي أي حادث بالذات, يمكن أن يكون سبباً في إثارة مزاجي الحبريّ.

ربما لاشيء, عدا كوني اشتريت منذ أيام دفتراً, أغراني شكله بالكتابة.

حدث ذلك عندما ذهبت كي أشتري من القرطاسية, ظروفاً وطوابع بريدية. ورأيت ذلك الدفتر مع حزمة من الدفاتر. كان البائع يفردها أمامي وهو يقوم بترتيبها, استعدادا لاقتراب الموسم الدراسي.

كما يتوقف نظري أمام رجل, توقف عند ذلك الدفتر. وكأنني وقعت على شيء لم أكن انتظر العثور عليه في ذلك المحل البائس الذي لا أدخله إلا نادرا.

أليست الكتابة كالحب: هدية تجدها فيما لا تتوقع العثور عليها؟



ثمة بيوت لا تستطيع أن تكتب فيها سطرا واحدا, مهما سكنتها, ومهما كانت جميلة. وهذا أمر يبقى دون تفسير منطقي.

وثمة أقلام, تدري منذ اللحظة التي تشتريها فيها.. والكلمة الأولى التي تخطها بها, أنك لن تكتب بها شيئا يستحق الذكر. وأن مزاجها الكسول, ونفسها المتقطع, لن يوصلاك إلى الأنفاق السرية للكلمات.

وثمة دفاتر, تشتريها بحكم العادة فتبقى في جواريرك أشهرا دون أن توقظ فيك مرة تلك الشهوة الجارفة للكتابة, أو تتحرش بك كي تخط عليها ولو بضعة أسطر.

ولأنني أعرف هذا, كلما تقدمت بي الكتابة, ازدادت قوة عندي, تلك الحاسة التي تجعلني منذ اللحظة الأولى, أحكم على هذه الأشياء أوْ لَهَا بحدس قلّما يخطئ.



ولذا توقفت أمام ذلك الدفتر, مدفوعة بإحساس يتجاوزني. مأخوذة بهذا "الشيء" الذي لا يميزه عن بقية الأشياء في تلك المكتبة, سوى اقتناعي, أو وهمي بأنه سيعيدني على الكتابة.



منذ اللحظة الأولى, شعرت أن بيني وبين هذا الدفتر, ذبذبات ما, تعدني بكتابة نص جميل. على هذا الورق الأبيض الأملس, الذي تضمه مفاصل حديدية. ويغطيه غلاف أسود لامع, لم يكتب عليه أي شيء.

ركضت به إلى البيت. أخفيته, وكأنني أخفي تهمة ما. ولم أخرجه سوى البارحة, لأكتب فيه تلك القصة القصيرة, التي قد يكون عنوانها "صاحب المعطف".



كعادتي عندما أنتهي من الكتابة ليلاً, عدت إلى قراءة ذلك النص أول ما استيقظت.

كنت على عجل. أريد أن أعرف إن كانت تلك قصة جميلة حقاً, كما كانت تبدو لي لحظة كتابتها. وربما كنت أريد أن أتأكد فقط, من أنني كتبت فعلاً, شيئاً ذلك المساء.



لهذا قرأتها عدة مرات, بنشوة متزايدة كلّ مرة. فقد كتبت أخيراً نصاً جميلاً. والأجمل أنه خارج ذاتي. وأنني تصورت فيه كل شيء. وخلقت فيه كلّ شيء. وقررت أن لا أتدخل فيه بشيء. وأن لا أسرب إليه بعضاً من حياتي.



وهذا في حد ذاته إنجاز أدهشني. فأنا لم يحدث يوماً أن تعرفت إلى رجل يشبه هذا الرجل. في نفوره الجذاب, وحضوره المربك, رجل يغشاه غموض الصمت والتباسه, وله هذه القدرة الخرافية على خلق حالة من الارتباك الجميل, كلما تحدّث, حتى لو كان ذلك, وهو يلفظ إحدى تلك الكلمات القاطعة, التي يتسلّى باختيارها حسب المناسبة.



وتلك المرأة أيضاً لا تشبهني. إنها تنطق بعكس ما كنت سأقول, وتتصرف بعكس ما كنت سأفعل. وهي تعتقد بحماقة أنثى, أن الذين نحبهم, خلقوا ليتقاسموا معنا المتعة, لا الألم, وأن على الرجل الذي يحبّها أن يبكي وحده. ثم يأتي يتمتع بها, أو معها.



بل إنها من سذاجتها, وجدت في تَيْنِكَ الكلمتين اللتين لفظهما دليلاً على حبه لها.

في الواقع, إن يجبها عن سؤالها "كيف أنت؟". بقوله "أنا مطابق لك.. تماماً". فهذا لا يعني سوى أنّه قرر أن لا يقول لها شيئاً.



وإذا كان ما أسعدني في هذه القصة, كونها ليست مطابقة لحياتي, فإن مطابقتها للحياة أمر جعلني أنزعج من هذا المنطق العجيب للأقدار, الذي يجعل دائماً في كل علاقة, بين رجل وامرأة, طرفاً لا يستحق الآخر. وربما تمنيّت سراً, لو كان هذا الرجل لي. إنه على قياس صمتي ولغتي. وهو مطابق لمزاج حزني وشهوتي.



ولكن هذه لم تكن مشكلتي. وتلك القصة لم تكن قصتي. أو بالأحرى, حتى الآن, لم تكن كذلك.

ولذا, وضعت لها ذلك العنوان, الذي لم أجهد نفسي كثيراً للعثور عليه. وعدت إلى مشاغلي.



لا شيء كان يهيّئني لأصبح طرفاً في هذه القصة. أو للدخول في مغامرة أدبية طويلة النفس.

هذه القصة أردتها قصيرة قدر الإمكان, بعيدة عنّي قدر الإمكان, سريعة الوقع, سريعة الخاتمة. ولكن كالأعشاب البحرية, ظلت جملها الأخيرة عالقة بذهني. وعبثاً حاولت أن ألهي نفسي بأمور أخرى. كان موضوع هذه القصة يطاردني. وشيء داخلي يرفض هذه النهاية.



لم يكن يعنيني لماذا افترق هذان العاشقان, وما إذا كانا سيجتمعان ثانيةً أم لا, ومن منهما خسر رهان التحدّي.



قصتهما الي دخلتها مصادفة, كمن يفاجئ نافذة مقابلة لشرفته مفتوحة, فيتلصص على من فيها.. لا تثير فضولي.



وحده ذلك الرجل يعنيني.

بي فضول نسائي لفهمه. بي رهان لجعله يخلع ذلك المعطف.. بي تحدٍّ ليس أكثر.



قبل هذه التجربة, لم أكن أتوقع, أن تكون الرواية اغتصابًا لغويًا يرغم فيه الروائي أبطاله على قول ما يشاء هو, فيأخذ منهم عنوة كلّ الاعترافات والأقوال التي يريدها لأسباب أنانية غامضة, لا يعرفها هو نفسه, ثم يلقي بهم على ورق, أبطالا متعبين مشوهين, دون أن يتساءل, تراهم حقا كانوا سيقولون ذلك الكلام, لو أنه منحهم فرصة الحياة خارج كتابه؟



اكتشافي هذا, لم يغير نيتي في إرغام هذا الرجل على الكلام, فلا شيء سواه يعنيني. صمته المكابر يربكني, معطفه السميك يزعجني. وكلماته القاطعة أصبحت مقصلة لأي مشروع نص قادم. ومن الواضح أنه لن يكون بإمكاني أن أكتب شيئا قبل أن ينطق هذا الرجل.



وهكذا جلست إلى دفتري. ورحت أواصل كتابة القصة وكأنني لم أتوقف بالأمس عن كتابتها.



ذات مطر.. جاء صوته على الهاتف.

وبرغم البرد, بدا وكأنه خلع معطفه وهو يسألها:

- كيف أنتِ؟ أما زال لك ذلك الولاء للمطر؟

ولم تدرِ, أكان لا بدّ أن تستنتج أنّ في أسئلته عودة إلى حبها, أم أن المطر هو الذي عاد به إليها؟



فهي لم تنسَ قوله مرّة "الأسئلة توّرطٌ عشقيّ". تماماً كما تذكر ذلك الموعد الذي جمعهما مرّة في سيارته, بينما كان المطر يهطل بغزارة.

اكتشفت يومها جمال أن يكونا عاشقين, لا عنوان لها سوى مسكن عابر للحبّ, له حميمية سيّارة.. في لحظة ممطرة.



كانت تشعر أنهما أخيراً وحيدان. ومختبئان عن كل الناس. يغطيهما ستار من الأمطار المنزلقة على زجاج النافذة.

يومها كانت تريد أن تقول له أشياء لا تقال إلا في لحظة كتلك.

ولكنه أوقف سيّارته إلى جانب الرصيف. وكأنه يوقف اندفاعها بين جملتين. وقال وهو يشعل سيجارة:

- لا جدوى من الاحتماء بمظلة الكلمات.. فالصمت أمام المطر أجمل.



لم تناقشه في رأية.

اكتفت بوهم امتلاكه, مسجونا هكذا معها في يوم ممطر, داخل سيارة, تتقاسم معه أنفاسه, ورائحة تبغه, وصوت المفاتيح في جيبه, وهو يبحث عن ولّاعة.

تراقبه في دفء تململه البطيء جوارها, وحضوره الهادئ المربك, بمحاذاة أنوثتها, مأخوذة بكلّ تفاصيل رجولته.

لطالما دوّختها تفاصيل الرّجولة, تلك التي لها كبرياء الإيحاء, وذلك الاستفزاز الحميميّ الصامت الذي تشي به ذبذبات لا علاقة لها بالفحولة, تلتقطها الأنوثة.. وتقع في عبوديتها النساء.



بعدها عادت إلى البيت باكتشاف صنع في شتاءاتٍ أخرى حزنها.

فقد أدركت, من فرط سعادتها معه يومها, أنّنا لسنا متساوين أمام المطر. ولذا, عندما يغادرنا الحبّ, ونجد أنفسنا وحيدين في مواجهته, علينا أن نتجاهل نداءه العشقيّ الموجع, واستفزازه السادي لنا, كي لا يزيد من ألمنا, كوننا ندري تماما أنه يصنع, في اللحظة نفسها, سعادة عشّاق آخرين.

أجل.. أحيانا, ليس أكثر ظلما من المطر!



وهي ما زالت تتساءل لأيّة نشرة جوية تراه يعدها.

هل عاد لأنه يريدها؟ أم هل جاء استباقا لرائحة التراب بعد المطر؟

هو الذي لا يحب من الصحو سوى تلك التربة المبللة التي يخلفها الشتاء. فيستنشق رائحتها, بحواس متوهجة, وكأنه يشتمّ أنثاه بعد الحبّ.

ولكنه سألها:

- هل أراك غداً؟ فكرت أنه يكون جميلاً, لو ذهبنا لمشاهدة ذلك الفيلم معاً.. في يوم ممطر.

وقبل أن تسأله عن أيّ فيلم يتحدّث. واصل:

- أتدرين أنّه مازال يعرض في القاعة نفسها منذ شهرين؟ إنها عمر قطيعتنا.

لم تحاول هذه المرّة أن تخترع له أعذارا. سألته فقط:

- أين نلتقي؟ قال:

- في سينما "أولمبيك" قبل عرض الساعة الرابعة. ثم استدرك:

- أو إذا شئتِ.. انتظريني عند مدخل الجامعة. سأمرّ وأخذك من هناك, عند الساعة الثالثة والنّصف هذا أفضل.

وقبل أن يمنحها وقتاً تقول فيه شيئاً, كان قد وضع السماعة مودعا, ليتركها من جديد لأسئلتها.

* * * *

سعدت بهذه النهاية, التي لم أجهد نفسي كثيرا في العثور عليها. حتى أنني كتبتها هكذا كما جاءت. دون أن أفاضلها بأخرى, ودون أن أشطب أي سطر فيها, أو أعيد قراءتها كعادتي أكثر من مرّة.

وكأنني أريد بذلك أن أقنع نفسي بأنني لست من كتبها.

ولكن أليس ثمّة دائما أمر ما تخفيه الكلمات, حتى عندما تأتي بتلقائية مريبة؟ بل إن تدفقها هكذا على نحو أو آخر , هو ما يجب أن يدعو إلى الريبة.

يحدث للغة أن تكون أجمل منا. بل نحن نتجمل بالكلمات نختارها كما نختار ثيابنا, حسب مزاجنا, ونوايانا.



هنالك أيضا, تلك الكلمات التي لا لون لها, ذات الشفافية الفاضحة. كامرأة خارجة نواً من البحر, بثوب خفيف ملتصق بجسدها. إنها الأخطر حتماً, لأنها ملتصقة بنا, حدّ تقمّصنا.

وهذا الرجل الذي كان يصرّ على الصمت, وأصرّ أنا على استنطاقه, ويصر على إبقاء معطفه, وأصر على تجريده منه, ما زال يربكني في كلّ حالاته, حتى عندما يخلع صمته.. ويلبس صوتي وكلماتي المبللة.

ها قد جعلته ينطق أخيرا, ويقول كلاما أردته أنا. فهل هزمته حقاً؟

وبرغم ذلك, بإمكاني أن أعترف أنه فاجأني. لا لأنه طلب للمرّة الثانية من تلك المرأة أن ترافقه لمشاهدة ذلك الفيلم, وهو أمر لا يشبهه, ولكن لأنه أعطاها اسم قاعة سينما لم أسمع بها من قبل. ولا أدري إن كانت موجودة حقا. لكوني لم يحدث أن ارتدت السينما في هذه المدينة, أو تابعت حتى ما يعرض فيها من أفلام.



فجأة خطر ببالي أن أبحث في الجريدة, إن كانت هذه القاعة موجودة حقاً.

وهكذا رحت أفتّش في الصفحة المخصصة لبرامج التلفزيون والعروض السينمائية, مدققة في أٍماء قاعات السينما, الواحدة تلو الأخرى, وإذ بي أعثر على قاعة "أولمبيك" حيث يعرض فيلم أميركيّ بعنوان "Dead Poets Society", من الأرجح أنّه يعرض بنسخته الفرنسية؛ فلا أحد هنا يفهم الإنكليزية.

حاولت أن أجد ترجمة لهذا العنوان, عسى ذلك يفك بعض لغزه. فعثرت على عنوان قد يكون: "حلقة الشعراء الذين اختفوا".

ولأنني لم أصدق تماما أن يكون هذا هو الفيلم الذي يعنيه ذلك الرجل, فقد رحت أدقق في كلّ الجرائد القديمة المكدسة أرضاً في مكتب زوجي, والتي يحضرها كل يوم بحكم وظيفته, فتبقى ملقاة هنا أرضاً قبل أن يضعها بنفسه خارج مكتبه.

رحت أقلب صفحات السينما في كلّ الأعداد التي صادفتني. وكل مرّة, كنت أعثر على ذلك الفيلم معروضاً في القاعة نفسها.

آخر جريدة أوصلتني إلى ما قبل الشهر والنصف, وهو ما جعلني أستنتج أنّ عرضه قد يعود إلى بداية الشهرين الماضيين, كما جاء على لسان ذلك الرجل. وهو أمر فاجأني, إلى حدّ إذهالي. فأنا لا أعرف هذه القاعة. ولم أسمع بهذا الفيلم. وكيف لي بالتالي أن أعرف أنه يعرض منذ شهرين هناك, وأن إحدى فترات عرضه تكون في الساعة الرابعة, كما تؤكد الجريدة أيضاً؟



مفاجأة الاكتشاف جردتني من منطق الأجوبة. فأنا لم أعد أدري إن كان نزل عليّ وحيٌ ما, لكتابة أشياء لا علم لي بها.وهل يجب أن أحذر هذه القصة التي جاءت مخيفة في تفاصيلها, أم هل أجد فيها إشارة من القدر ووعداً بلقاء ما؟



كلّ أسئلتي كانت تدور حول ذلك الرجل. لماذا يعنيني أمره إلى هذا الحد؟

ولماذا يثير فيّ هذا القدر من الأسئلة؟ وهل الأسئلة حقاً.. توّرطٌ عشقيّ؟

أهو الذي قال هذا.. أم أنا؟

هو الذي لم يطرح سوى سؤال واحد "هل أراكِ غداً؟"

سؤال طرحه بالتحديد عليها هي. ولكن كيف لي أن أخلف, أنا الكاتبة موعداً كهذا. ألست أنا التي أردته.. وحددته. ولا بد أن أكون هناك. كي أختلق لهما أحاديث ومواعيد وخلافات, ولقاءات جميلة وخيبات, ومتعة ودهشة.. ونهايات!

إنه امتياز ينفرد به الروائي, متوهماً أنه يمتلك العالم بالوكالة. فيعبث بأقدرا كائنات حبرية, قبل أن يغلق دفاتره, ويصبح بدوره دمية مشدودة إلى الأعلى بخيوط لا مرئية. أو تحركه كغيره في المسرح الشاسع للحياة.. يد القدر!

وقتها عبثًا يسبق مشاريعه قائلاً "إن شاء الله". وكأنه يمنح بذلك رشوة للأقدار, كي تكافئه بتحقيق أحلامه.

أذكر, ذلك الذي كنت أقول له تعلّم أن تقول "إن شاء الله". سألته يوماً "متى نلتقي؟" كان يعدّ حقيبة حزن على عجل. فأجابني على طريقته ببيت لمحمود درويش:

"نلتقي بعد قليل

بعد عام... بعد عامين وجيل"

ولم نلتق بعد ذلك أبداً. نسي كلانا يومها أن يقول "إن شاء الله"! ألهذا م يعد؟ أم ترى لأنه ذهب ليدفن أباه بنوايا انتحارية, في ذلك البلد الذي يقتل الشعراء.. ويكثر من المهرجانات الشعرية, فدفن جثة مشوهة جواره.

وكان قبلها يقول.. إنه سيغادر الشعر, ويجرب نفسه في رواية!



أتراهما كانا سيلتقيان حقا؟ وبماذا تراها كانت ستجيبه لو أنني تركت لها حرية الجواب؟

أتوقع أنها كانت سترد عليه بإحدى صيغها الضبابية. كأن تقول له "ربما نلتقي", وهي تدري تماما أنها تعني "طبعا".. وتماديا في المراوغة ربما قالت "قد يحدث ذلك" لِتُوهِمَهُ أن ذلك "لن يحدث".

وعندها سيرفع التحدي, ويجيبها "قطعا.. ليس هذا بالمهم" ويضع السماعة مغلقا أزرار معطفه. مرتديا صمته من جديد.



الصمت لا يزعجني. وإنما أكره الرجال الذين, في صمتهم المطبق, يشبهون أولئك الذين يغلقون قمصانهم من الزر الأول حتى الزر الأخير كباب كثير الأقفال والمفاتيح, بنيّة إقناعك بأهميتهم.

إنه باب لا يوحي إلي بالطمأنينة. وما قد يخفي صاحبه خلف ذلك الباب المصفح من ممتلكات, لا يبهرني بقدر ما يفضح لي هوس صاحبه وحداثة ثروته. فالأغنياء الحقيقيّون, ينسون دائماً إغلاق نافذة, أو خزانة في قصرهم..

أنما المفاتيح هوس الفقراء, أو أولئك الذين يخافون إن فتحوا فمهم.. أن يفقدوا وهم الآخرين بهم!



الجميل في هذا الرجل أنّه, ككل أثرياء الحلم, يترك في أعلى معطفه السميك للصمت, زرا واحدا مفتوحا للوهم, كباب موارب وربما كان هذا بالذات هو الشيء الأكثر إغراءً فيه. فهو لا يصمت تماما, ولا يتكلم إلا بقدر كسر الصمت بكلمات قليلة, تختصر اللغة.

إنه بطل جاهز لرواية. يمنحك نفسه بالتقسيط.

وهل الرواية سوى المسافة بين الزر الأول المفتوح, وآخر زر قد يبقى كذلك؟

ولكن, أيكون هذا الرجل غير موجود سوى في مخيلتي؟ وإذن ما تفسير كلّ تلك التفاصيل المذهلة, التي لم أكن قد سمعت بها قبل كتابة تلك القصة؟

وبرغم كوني لا أصدق أولئك الكتّاب الذين يدّعون أن ثمة قوّة خارقة تملي عليهم ما يكتبون, ولا أعتقد أيضا, أن تكون هذه التفاصيل مجتمعة, هي من حكم المصادفة.



أتراني وقعت تحت إغراء الكتابة وفتنتها لأصدق أن هذا الرجل هو الذي أملى عليّ موعداً.. كتبته بيدي؟

أحب تلك اللحظة التي يفاجئني فيها رجل. حتى عندما لا يشبه بعد ذلك وهمي به.

إن كل قصة مع رجل ترسو بك على شاطئ المفاجأة. أما إذا كان هذا الرجل زوجاً, فستوصلك القصة حتما إلى سلسلة من المفاجآت.

في البدء, نحن ندري مع من تزوجنا. ثمّ كما تقدم بن الزواج, لا نعود ندري مع من نحن نعيش!



الأكثر غموضا ومفاجأة, ذلك الجيل من الرجال, الذين ينتمون إلى حروب طويلة النَفَس, ابتلعت طفولتهم وشبابهم دون رحمة, وحوّلتهم رجالاً عنيفين, وسريعي العطب في آن واحد, عاطفيين وجبابرة في الوقت نفسه.



أولئك يخفون داخلهم دائما رجلا آخر, لا أحد يدري متى يستيقظ, وطفلا لم يكونوا على أيامه, قد اخترعوا لعبة "الليغو", ليتمكن ككل الأطفال, من التدرب على تركيب قطعها حسب مزاجه الطفوليّ, ثم فكها من جديد.



أتوقع أن يكون زوجي قد ولد بمزاج عسكري, وحمل السلاح قبل أن يحمل أي شيء. فأين العجب في أن يكسرني أيضا دون قصد, تماما, كما أغراني قبل ذلك بسنوات, دون جهد؟ أليست السلطة كالثراء, تجعلنا نبدو أجمل وأشهى؟

أوليست النساء كالشعوب, يقعن دائما تحت فتنة البذلة العسكرية وسطوتها. قبل أن ينتبهن إلى أنهن بانبهارهن بها, قد صنعن قوّتها؟



صحيح أنه فعل ذلك تدريجيّاً, وبكثير من اللياقة, وربما بكثير من التخطيط, وأنني كنت أمضي نحو عبوديتي بمشيئتي, ومن الأرجح.. دون انتباه. سعيدة بسكينتي أو استكانتي إليه. تاركة له الدور الأجمل. دور الرجولة التي تأمر, وتقرر وتطالب وتحمي وتدفع وتتمادى.

كنت أجد في تصرفه شيئا من الأبوة التي حرمت من سلطتها. بينما يجد هو في تسلطه استمرارية لمهامه الوظيفية, خارج البيت.



أذكر.. بدأت علاقتنا بانبهار متبادل وبعنف التحدي المستتر.

كان لا بد أن أتوقع أن العلاقات العنيفة هي علاقات قصيرة بحكم شراستها. وأنه لا يمكن أن نضع كل شيء في علاقة؛ لا يمكن أن نكون أزواجا وأصدقاء وآباء وأحبة ورموزا.



أما هو, فمن الأرجح أنه كان في هذا المجال أيضا, يفكر بمنطق العسكر الذين, عندما يصل أحدهم على السلطة, يصر على شغل كل المناصب الرئيسية في الدولة, وكل الحقائب الوزارية الهامة, معتقدا أن لا احد غيره جدير بأن يشغلها,بل وأن وجود شخص غيره فيها هو احتمال دائم للإطاحة به.

ولهذا لم يترك في حياتي مساحة حرية, يمكن أن يتسلل منها أحد. فقد سطا على كل الكراسي, دون أن يشغل أحدها بجدارة.

تنبهت بعد ذلك, إلى أن أبوته هي التي كانت تعني لي الأكثر. وأن مهامه السياسية ورتبته العسكرية لم تكن تعنيني بوجاهتها, وإنما لكونها استمرارا لذاكرة نضالية نشأت عليها, وعنفوان جزائر حلمت بها.



كنت أرى في قامته الوطن, بقوته وشموخه. وفي جسده الذي عرف الجوع والخوف والبرد, خلال سنوات التحرير, ما يبرر اشتهائي له.ز واحتفائي به إكراما للذاكرة.



كم مر من الوقت, قبل أن أكتشف حماقة خلطي عقدة الماضي.. بالواقع المضاد.

..تماما, كخلطي الآن, بين وهم الكتابة.. والحياة, وإصراري على الذهاب على ذلك الموعد الذي أقنعت نفسي عبثا بأنني لست معنية به, وأنه سيتم بين كائنات حبرية, لا يحدث أن تغادر عالم الورق؟



ورغم ذلك أمضي..

دون أن أدري أن الكتابة, التي هربت إليها من الحياة, ـاخذ بي منحىً انحرافيا نحوها, وتزج بي في قصةٍ ستصبح, صفحة بعد أخرى, قصتّي.

فوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني  من الفضل الاول  Glitterفوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني  من الفضل الاول  Glitterفوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني  من الفضل الاول  Glitter

فوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني  من الفضل الاول  Icon_basketball ابو فارس فوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني  من الفضل الاول  Icon_basketball

Amjad Ibrahim

Amjad Ibrahim

ياخ انت راقى والله ياحاتم الله يديك العافية.اها ياحمد صديق اقرى ساى

ود الصديق

ود الصديق

يا أخوانا انتوا روحكم طويله سااااااي والله...
أنا ممكن أقرأه يا امجد لكن والله صدقني ما بتذوق الا الكتابات السودانيه...
لكن بشكر (خال جنانا) على الجهد...

ود الصديق

ود الصديق

يااااا أمجد وحاتم نسيت أقول ليكم في روايه اسمها: الطريق للمدن المستحيله, بتعة واحد اسمو النور عثمان أبكر (زول عجيب)الله يرحمه توفى قبل سنه تقريباً...
والله ما لا قاني أحلى منها وحسيت بطعم الأدب السوداني الأصيل في لساني.. مهما وصفت ليكم روعتها ما بكفيها..


عليكم الله عليكم الله أقروها...

somia

somia

والله لو قريت الرمال يافاطمة للروائى صلاح الدين سرالختم كنت عرفت طعم المتعة الحقيقية

ود الصديق

ود الصديق

والله يا سميه بعد كده (جريده) ما بنقدر عليها... Smile Smile Smile
لكن بشوفها..

fatima argala



أعجبني هذا الوصف [الصمت لا يزعجني. وإنما أكره الرجال الذين, في صمتهم المطبق, يشبهون أولئك الذين يغلقون قمصانهم من الزر الأول حتى الزر الأخير كباب كثير الأقفال والمفاتيح, بنيّة إقناعك بأهميتهم.

إنه باب لا يوحي إلي بالطمأنينة. وما قد يخفي صاحبه خلف ذلك الباب المصفح من ممتلكات, لا يبهرني بقدر ما يفضح لي هوس صاحبه وحداثة ثروته. فالأغنياء الحقيقيّون, ينسون دائماً إغلاق نافذة, أو خزانة في قصرهم..

أنما المفاتيح هوس الفقراء, أو أولئك الذين يخافون إن فتحوا فمهم.. أن يفقدوا وهم الآخرين بهم]!.

ذكرتني هادية وتوسلاتي ليها عشان تخليني أقرأ مجلة سيدتي والعربي طبعا بعد انذار بالعواقب لو شرطتها ولاضيعتها.

8فوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني  من الفضل الاول  Empty ذكرت رجلا مهما (قامة) الأربعاء أكتوبر 27, 2010 4:19 am

جندي ود الزين

جندي ود الزين

ود الصديق كتب:يااااا أمجد وحاتم نسيت أقول ليكم في روايه اسمها: الطريق للمدن المستحيله, بتعة واحد اسمو النور عثمان أبكر (زول عجيب)الله يرحمه توفى قبل سنه تقريباً...
والله ما لا قاني أحلى منها وحسيت بطعم الأدب السوداني الأصيل في لساني.. مهما وصفت ليكم روعتها ما بكفيها..


عليكم الله عليكم الله أقروها...

والله ما قريت الموضوع كامل بس ردك بستاهل لانو الشاعر الاستاذ النور عثمان ابكر كان يتردد علي في ماكن العمل كل يومين او تلات ولم اكن اعلم وزن الرجل وفي يوم من الايام تعاطينا بعض الشعر فدهشت لهذا الاكتشاف وكان رحمة الله علية رجل (فايت حد الرجالة) سوداني قُح به من الصفات نادراً ما توجد ...
اتاني في المحل تاني يوم يحمل ثلاث من دواوينه الشعرية وممهرة بتوقيعة . لازلت اُراجعها ..


(يستاهل الواحد) يقول ان كان صاحب البطل (يبوبر)

رحمه الله رحمة واسعة



9فوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني  من الفضل الاول  Empty من القصص السوداني الأربعاء أكتوبر 27, 2010 4:31 am

جندي ود الزين

جندي ود الزين

ذكروني


دار السمبر ابراهبم الراوي
ايام الموحية اسحق فضل الله
احزان النهر والغابة فرانسيس دينق
(مجموعة الطيب صالح)

واجمل من كتب في مجلة العربي
د. محمد منسي قنديل

والكاتب السوري (حنا مينا)

وياريت لو جربتو د. مصطفي محمود ماتشبع منو

اتذكرو معاي (عدينا مرحلة المغنطيس الدايم)

somia

somia

إنتو لو قاصدين صاحب الطريق للمدن المستحيلة إسمو ابكر آدم إسماعيل

جندي ود الزين

جندي ود الزين

somia كتب:إنتو لو قاصدين صاحب الطريق للمدن المستحيلة إسمو ابكر آدم إسماعيل

جايز انا ابكر ادم اسماعيل ما قريت ليهو حاجة ؟؟
انا بعرف النور عثمان ابكر
ولد بكسلا 1938م
تلقي تعليمة الاولي والاوسط بكسلا وبورسودان والثانوي بحنتوب
خريج كلية الاداب 1962م
من 1962 - 1964 مغترب بألمانيا
عمل مدرسا للغة الانجليزية (الانقلش)
عمل مشرفا للملحق الثقافي لجريدة الايام في اوايل السبعينات
عمل مديرا لتحرير مجلة الدوحة
وكان يعمل مترجما بالدوان الاميري القطري ..
رحمة الله

ود الصديق

ود الصديق

كلامك صاح يا سميه اسمو أبكر ادم اسماعيل وهو من مواليد كادقلي تقريباً
بس لأني طولت من الحاجات دي بعدين ما لقيت ليهو روايه تاني, عليكم الله لو لقيتوا ليهو حاجه ورونا.. ويا جندي نزل لينا حاجه من حاجات صاحبك ده عشان نعرف حاجه...

13فوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني  من الفضل الاول  Empty النور عثمان ابكر الخميس أكتوبر 28, 2010 1:00 am

جندي ود الزين

جندي ود الزين



من ديوان شعر / صَحُو الكلمات المنسية

المنفي والمملكة

لم اهجر يوماً دار أبي
لأهيم بكهف في الصحراء
أتدثر ما نسجته اكف الريح علي منوال الصمت
وأُطعمُ من مائدة الرب
وأصيخ السمع وانشر سارية الأبصار لعل الدرب
يتمخض مُهراً يطوي بي ، في غمضة عين كل جواء الدنيا
والآخرة المرجوّة والرؤيا
وإذا ما عدت سطت لكم سرّ اللُقيا
وحلفت بخط الشيب علي رأس أبي وحرمت أُمي :
أن ملاك الرب أتاني ليلا
شق الصدر وغرّق في بحر دماي أناملهُ
فانتزع الخوف وريح اللعنة ، فك لجام لساني
عمّدني
وأراح جبيني ، حررني
من قهر الحاجة والزمن
ورويت لكم ما تعجز عنه الفطنةُ ، وتعيا عنه الحِيل المطليّة
وأني شارفت رفاه الأبدية
في حضن الشفق الابدي سُقيت الخمر بأكواب الفضّة
من أيدي الولدان الغضّة
وندمائي رُسُل المشرق والمغرب
ما بح اللحن ولم نتعب
ولأن الخمر بِها أنهار
والحور العين تروح ، وتجئ بغير إزار
وأغواني الظل ، فأُقصِيت

قدستم رفقة : دار أبي
مهدي ، منفاي ومملكتي
فيها عانيتُ مجاهيل المحظور ، وجئت أعمدكم

somia

somia

ود الصديق كتب:كلامك صاح يا سميه اسمو أبكر ادم اسماعيل وهو من مواليد كادقلي تقريباً
بس لأني طولت من الحاجات دي بعدين ما لقيت ليهو روايه تاني, عليكم الله لو لقيتوا ليهو حاجه ورونا.. ويا جندي نزل لينا حاجه من حاجات صاحبك ده عشان نعرف حاجه...

عندو روايتين واحدة اسمها الضفة الاخرى وواحدة إسمها احلام فى بلاد الشمس

15فوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني  من الفضل الاول  Empty لقيت الموقع دهّ !! الخميس أكتوبر 28, 2010 2:48 am

جندي ود الزين

جندي ود الزين


لقيت المنتدي ده ومشارك فيه الشاعر
ابكر ادم اسماعيل

بي هنا !! ===>



somia

somia

الاخ جندى شكراً للاجتهاد
وجهة نظر شخصية:كتابات ابكر ماقاعدة تعجبنى
لكن انا بطبعى بقرأ اى حاجة

17فوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني  من الفضل الاول  Empty والغريب هذا التشابة الخميس أكتوبر 28, 2010 3:46 am

جندي ود الزين

جندي ود الزين

ود الصديق كتب:يااااا أمجد وحاتم نسيت أقول ليكم في روايه اسمها: الطريق للمدن المستحيله, بتعة واحد اسمو النور عثمان أبكر (زول عجيب)الله يرحمه توفى قبل سنه تقريباً...
والله ما لا قاني أحلى منها وحسيت بطعم الأدب السوداني الأصيل في لساني.. مهما وصفت ليكم روعتها ما بكفيها..


عليكم الله عليكم الله أقروها...


والغريب في التشابه بين اشخاص الرواية واسم الشاعر النور عثمان ابكر عشان كدة ما شالني شك في ان يكون الكاتب هو للرواية

أقرأ المقطع ده



هب أنك الحاج عثمان سنين، وأنت في الطريق إلى المدرسة الشرقية لزيارة أبنك؛ بعد أن هبطت، قبل قليل، من لوري حاج عمر، القادم لتوه من أم شقايق..

أصلحت عمامتك الوحيدة، وتحسست جُزلانك، وحسبت الجنيهات التي فيه. أخرجت الجنيه "أبوشنة ورنة" إياه! ثم أضفت إليه الخمسين قرشاً التي أوصتك بها زوجتك (بت النور) لدعم مصروف إبنها الشهري، الذي ـ أنت تعرف أنه ـ سوف ينتهي في صباح الغد؛ موزعاً بين الرفاق... ولكنك لم تنزعج؛ قلت لنفسك: "الأولاد يصيرون رجالا هكذا..."، ثم أن إبنك هذا لم يقصر معك في المدرسة، فهو دائما ما يرفع رأسك في طابور نهاية العام. قلت أيضاً: "ما الولد طالع على خاله..."! ومرت بخاطرك أيام صهرك عبد الرحمن النور، خال الولد. فأضفت خمسين قرشاً أخرى قائلاً: "ياخي، خلِّي الأولاد يفرحوا... هي الدنيا فيها شنو؟ خربانة أم قدود"...

ها هم مجموعة من الطلاب جالسين بجوار سور المدرسة، قرب الباب.. وإنت على نية أن تسألهم، إرتبكت!! "أأقول جومو أم النور!؟؟"‍‍‍ ولكن لزوم الرسميات، توكلت على الله وقلت النور. فتلفت الطلاب ولم يذكروا شيئاً من الذي تقول!! فلما تنازلت عن الرسميات وقلت جومو؛ ضربوا على جباههم بأيديهم (الحرة) في تلك اللحظة وقالوا بنبرة واحدة:

ـ يا آ .. أنت مما تقول كدة من قبيل!!

قال الطالب المديني منهم:

ـ والله جومو دة قبل شوية كان بهنا.

قال شبه المتمدن:

ـ شوفو في الجنبة التانية ديك .. وأشار إليها:

ـ أما الطالب القروي، فقال:

ـ "أجلس ياعمي.. سأذهب وأبحث عنه وآتيك به"!!

18فوضي الحواس == للكاتبة احلام مستغانمي الجزء الثاني  من الفضل الاول  Empty من اجمل صفاتك الخميس أكتوبر 28, 2010 4:06 am

جندي ود الزين

جندي ود الزين

somia كتب:الاخ جندى شكراً للاجتهاد
وجهة نظر شخصية:كتابات ابكر ماقاعدة تعجبنى
لكن انا بطبعى بقرأ اى حاجة



جميل ان تقرأ اي حاجة
بس بعد كل فترة زمينة لا ادري كم من الزمن الواحد بلقي نفسو كان ما بريد حاجات بقي يريدا
والعكس صحيح ..



ود الصديق

ود الصديق

شكراً ليك كتيييير يا أبو صديق, ما بتصدقوا انا عجبتني الروايه دي قدر كيف! لدرجة اني كنت بمشي بين سطورها زي المجنون وكنت بتمنى ما تنتهي أبداً بس للأسف انتهت..

طبعاً لقيت الكتاب بالصدفه وكان أول وآخر كتاب قرأته له, ومشكوره يا سميه انك أديتيني ليه حاجات تانيه الواحد يشوفها.. بس ما تتسرعي في الحكم على كتاباته كلها...

somia

somia

والله ياودالصديق سبحان الله انا حكمى كان من نفس الرواية الاسرتك إنت وزى مابقولو لولا إختلاف الأراء لبارت السلع

ود الصديق

ود الصديق

برضو كلامك صاح يا سميه بخصوص الآراء, لكن تعالي نتفق اذا (كملتيها) انو الزول ده اسلوبه جميل وترتيب الأحداث الدراميه كان عجيب وأهم حاجه انو واقعي جداً في تناوله للأحداث لدرجة تخليك تحس بحقيقة أحداث الروايه.. وكمان فيها رسائل حلوه عن الحياة والتعايش مع ظروفها...

somia

somia

فى دى كلامك صاح يااحمدقبل كلامك دة انا علقت انوالحبكة والسرد فى الرواية كان ممتع وفيها تعابير حلوة ,لكن الحاجة الماعجبتنى بحسسك إنوالشباب الصاح لازم حياتهم تكون كلها سكر (معليش)ومجون,وتانى خلط بين الاديان يعنى الرواية بتتعامل كأنو الاسلام والمسيحية حاجة واحدة واسواء مافيها إنو كان بدعو بشدة للأفكارالماركسية وبتمجيد.
وزى ماقلت فى الاول لولاإختلاف الاراء Laughing Laughing Laughing Laughing
[b]

ود الصديق

ود الصديق

طبعاً يا سميه أهم حاجه انو الواحد ما يسلم بي كل المقرؤء ويكون ليهو رؤيه نقديه للموضوع ذاتيه (على الأقل) ومافي كاتب بسلم من النقد الأدبي حتى الطيب صالح نفسه.. فقط علينا أن نأخذ ما ينفعنا ولا نحفل بالذنب... Laughing Laughing

somia

somia

الرحول عز العرب مالك رحلتها بى جاى

ود الصديق

ود الصديق

بس قلت لأنها فعلاً أدبيه وبتستاهل الواحد ينقلها عشان يحيي المنتدى الأدبي شويه ويا حبذا لو جات مشاركات من الأعضاء واتناولنا فيها بعض من بحور الأدب المتنوعه, وكده نكون استفدنا من مساهماتنا بحوار راقي...

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى